الجمعة، 17 يوليو 2009

سلفا بجنوب كردفان .. محاولة التهديف في الزمن الصعب !

تقرير : عبد القادر

اكتسبت زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان السيد سلفا كير ميارديت لجنوب كردفان اهميتها من انها اول زيارة له ، يتفقد فيها اوضاع منطقة من مناطق الشمال ، منذ توليه مهام النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، واتسم خطاب سلفا بجنوب كردفان بكونه خطابا قومياً وداعياً للوحدة ، ومنادياً باستدامة السلام ونبذ الحرب وحلحلة النزاعات القبلية، وفي هذا الجانب كان تقييم الخطاب ايجابياً بالنسبة للكثير من المحللين .. إلا ان السؤال يظل قائم حول اهداف الزيارة ، واهميتها ورمزية المنطقة التي ألقي منها خطابه، لا سيما وان الزيارة تعتبر ثاني زيارة لمسئول كبير في الحركة الي المنطقة نفسها وقد زارها قبل اسابيع جيمس واني ايقا القيادي البارز بالحركة وألقي هو الآخر خطاباً وحدوياً .
ولجنوب كرفان اهميتها التاريخية بالنسبة للحركة الشعبية ، بجانب ذلك فهي تعتبر احدي المناطق الثلاث المعنية ببروتوكولات خاصة في اتفاقية السلام الشامل.
يري البعض ان الزيارة في هذا التوقيت بالذات الهدف منها هو تهيئة الأجواء لقبول قرار التحكيم الدولي بشأن أبيي والذي يتوقع صدوره في غضون الايام القادمة من محكمة التحكيم الدائمة بلاهاي. إذ قال سلفا في خطابه أمام مواطني المجلد ان الوضع القائم في أبيي الآن لن يتأثر بنتيجة هيئة التحكيم الدولية سواء اكان حكمها لصالح الحركة الشعبية أو للمؤتمر الوطني ، واشار الي ان المسيرية سيكون لهم حق الرعي حتي شمال بحر الغزال في حال انفصال الجنوب.
وياتي هذا الحديث في ظل تخوف من نتائج التحكيم التي قد تتسبب في اندلاع العنف من جديد في ابيي ،اذا كانت غير مرضية لاحد الطرفين، خصوصاً وان الناس هناك وبفعل الاستقطاب الحاد اصبحوا في حالة من التعبئة قابلة للانفجار في اي لحظة.
ويفسر آخرون اسباب الزيارة بأنها تدشين للحملة الانتخابية للحركة الشعبية بالشمال ، وفي الوقت نفسه يعيبون علي الحركة اهمالها لقطاع الشمال ، وان الاهتمام به بدأ متأخراً بعد نهاية العام الرابع لاتفاقية السلام بزيارة سلفا الي جنوب كردفان.
بينما يرحج فريق آخر ان تكون زيارة سلفا لجنوب كردفان اعادة اهتمام بالمنطقة التي ناصرت الحركة منذ وقت مبكر من تاريخها ، ورد جميل للمحاربين القدامي والرفاق في تلك البقاع، ويشيرون الي الدور المتعاظم للشهيد يوسف كوة مكي ابن الجبال الذي حسم امره وانضم باكرا للحركة الشعبية لتحرير السودان،وساهم بدور كبير في تمدد الحركة في منطقة جبال النوبة وجنوب كردفان وكانت اول منطقة شمالية يتمدد فيها نفوذ الحركة ، بجانب هذا يرون ان احد اهداف زيارة سلفا هي الدفع بمؤتمرالصلح بين المسيرية والرزيقات الي الامام ووضع حد للنزاعات القبلية وبالتالي لعب دور مهم وفعال للحركة في تلك المنطقة بعد طول اهمال.
ولا ينفي اي ممن ناقشنا اراءهم تخوفهم من نتائج التحكيم الدولي لقضية ابيي، واحتمالات تفجر العنف.
وفي ذات الوقت يحتفي آخرون بالزيارة ويعتبرونها (عربون) الدخول الي بوابة الوحدة، وبادرة أمل في طريقها الطويل والشاق !


** الميدان ، 14 يوليو 2009م ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق